
ديـوان الـزكاة يقيـم حفل توزيع حصيلة الزكاة لعام 2024 برعاية وزير الشـؤون الإسلامية والأوقاف
تحــت رعايــة وزيــر الشــؤون الإسـلامية والأوقــاف، الســيد مؤمــن حســن بــري، شــهدت القاعــة الكبــرى لقصــر الشــعب، يــوم الخميــس الماضــي، الحفــل الســنوي لتوزيــع حصيلــة الــزكاة لعــام 2024، بحضــور رئيــس مجلــس إدارة ديــوان الــزكاة، ومديــر عــام الديــوان، وكبــار المزكيــن وكــوادر وزارة الشــؤون الإســلامية بالإضافــة إلــى المئــات مــن المســتفيدين.
فــي هــذا الســياق، تــم توزيــع حصيلــة الــزكاة لهــذا العــام علــى نحــو 1060 شخصاً مـن سـكان العاصمـة مـن أبرزهـم المســنون، المعاقــون، المرأة بــدون عائــل، والأســر الفقيــرة. وتهــدف هــذه المســاعدات الماليــة إلــى تحســين الظــروف المعيشــية للأســر المســتفيدة ودعمهــا فــي مواجهــة التحديــات الاقتصاديــة والاجتماعيــة. ووفقــاً لديــوان الــزكاة مــن المتوقــع أن تصــل حصيلــة الــزكاة لعــام 2024، إلــى 160 مليــون فرنــك جيبوتــي. وهــي ســتكون بمثابــة دعــم قــوي لتخفيــف معانــاة العديــد مــن الأســر التــي تعانــي مــن الفقــر والظــروف الصعبــة. ويُعــد ديــوان الــزكاة المؤسســة الوحيــدة المخولـة لتحصيـل الـزكاة وإيصالهـا إلـى مســتحقيها فــي مختلــف مناطــق البــلاد. ويعمــل الديــوان الــذي تأســس بمبــادرة مــن فخامة رئيــس الجمهوريــة عــام 2004 تحــت إشــراف وزارة الشــؤون الإســلامية والأوقــاف، علــى إجــراء عمليــة جمــع وتوزيــع الــزكاة بشــكل دوري، مــع الحــرص علــى أن يتــم التوزيــع بشــفافية وعدالــة. ويعتبــر ديــوان الــزكاة عنصــرا أساســيا فـي تعزيـز شـبكة الأمـان الاجتماعـي فـي جيبوتي،حيـث يسـهم فـي تقليـل الفجـوات الاجتماعيـة وتحقيـق العدالـة بيـن مختلـف فئـات المجتمـع.
وبهــذه المناســبة ألقــى وزيــر الشــؤون الإســلامية والأوقــاف، الســيد مؤمــن حسـن بـري، كلمةً عبـر فيهـا عـن بالغ سـروره لرعايـة حفـل توزيـع عائـدات الـزكاة لعـام 2024 علــى الأســر المســتحقة، الــذي يأتــي خــلال شــهر شــعبان الذي يُعد شـهر التهيئـة الروحيـة لاسـتقبال شهر رمضـان المبــارك، شــهر الجــود والإحســان، مشــيراً إلــى أن الحبيــب المصطفــى عليــه الصــلاة والســلام كان يكثــر مــن الصدقــة فـي هـذا الشـهر الكريـم، ومـن ثـم علينـا أن نقتـدي بـه وبسـنته المطهـرة، فنجعـل مــن زكاتنــا عنوانــا للعطــاء والتضامــن بيـن مختلـف شـرائح المجتمـع الجيبوتـي. وأضــاف قائــلا« إن لقاءنــا اليــوم هــو تجســيدٌ لقيــم التكافــل والتراحــم التــي يدعونــا إليهــا ديننــا الحنيــف، وتنفيــذ لرؤيـة قيادتنـا الرشـيدة فـي دعـم أواصـر الوحـدة الاجتماعيـة ورعايـة المحتاجيـن ». ونــوه أن وزارة الشــؤون الإســلامية والأوقــاف تولــى اهتمامًـا كبيــرًا بتعزيــز الوعــي بفرضيــة الــزكاة وضــرورة الالتــزام بأدائهــا مردفــاً القــول « لقــد تأســس ديــوان الــزكاة فــي يوليــو 2005 بمبــادرة كريمــة مــن رئيــس الجمهوريـة السـيد إسـماعيل عمـر جيلـه، ســعيًا لتعزيــز روح التكافــل الاجتماعــي ومكافحــة الفقــر وفقًا لمبــادئ الشــريعة الإســلامية. وعلــى مــدى أكثــر مــن عشــرين عامًـا مــن النشــاط الــدؤوب، حقــق ديــوان الــزكاة إنجــازات ملموســة تجســد أثــر هــذه المبــادرة فــي دعــم الفئــات الأكثــر احتياجــا. وقــد تــم جمــع وتوزيــع مــا يقــارب 2,844,057,364 فرنــك، اســتفاد منهــا أكثــر مــن 192,000 مواطــن ومواطنــة، ممــا يعكــس حجــم الالتــزام الاجتماعــي الــذي تــم تبنيــه مــن خــلال هــذه المؤسســة ».
الوزيـر مؤمـن حسـن بـري، لفـت الانتبـاه إلــى أن مســيرة الديــوان بــدأت بعــدد محـدود مـن المزكيـن، حيـث بلـغ عددهـم 20 مزكيًــا فــي عــام 2005، والــذي تــم خلالــه جمــع حوالــي 21,837,477 فرنــك، ومــع مــرور الســنوات، زاد عــدد المزكيــن وعمَّــق الأثــر الاجتماعــي ليصبـح الديـوان رمـزاً للعطـاء والتضامـن والتكافــل، بفضــل الله تعالــى. وأضــاف قائــلا « لا يقتصــر دور هــذه المناســبات علــى توزيــع الــزكاة فحســب، بـل هـي منصـة لتذكيرنـا بالـدور الروحـي والاجتماعــي لهــذه الفريضــة الإســلامية العظيمــة، التــي تُطّهــر النفــوس وتزّكــي الأمــوال، وتحمــل رســالة ســامية فــي الإحســان والتضامــن. فهــي – كمــا ورد فــي الحديــث الشــريف – (تؤخــذ مــن ُ أغنيائهــم فتــرد إلــى فقرائهــم)، لتحقيــق التــوازن وتجســيد الرحمــة التــي أرادهــا الله لمجتمعنــا المســلم ». وفـي ختـام الكلمـة، توجـه وزيـر الشـؤون الإســلامية والأوقــاف بالشــكر الجزيــل لـكل مـن أدى حـق الله عليـه فـي أموالـه، فسـاهم بزكاتـه فـي سـد حاجـة المحتاجيـن وترســيخ قيــم التكافــل، كمــا هنــأ الأســرالمســتفيدة ، داعيــا المولــى عــز وجــل أن يجعــل هــذا العطــاء فــي ميــزان حســنات الجميــع، وأن يبــارك فــي جهــود ديــوان الـزكاة، ويلهـم الجميـع السـير علـى نهـج النبـي الكريـم عليـه الصـلاة والسـلام فـي البــذل والعطــاء.
بدوره أشار مدير عام ديوان الزكاة السيد سليمان حسين موسى ، على إنجازات ديوان الزكاة التي لم تقتصر على برنامجي الزكاة وكفالة الأيتام ، بل شمل نشاطاتها العديد من المشاريع الاجتماعية والتنموية ذات الطابع الإنساني والخيري، والتي تم تنفيذها بتمويل كريم من الحكومة أو من بعض الدول الشقيقة، وأسهمت إلى حد بعيد في التخفيف من معاناة الفئات الضعيفة في مجتمعنا، سواء في العاصمة جيبوتي أو في المحافظات الخمسة. وأضاف قائلا « تلك المشاريع، كانت بمثابة طوق نجاة للكثيرين، وساهمت في بناء مستقبل أفضل للأسر الفقيرة ».
مــن جانبــه ألقــى رئيــس مجلــس إدارة ديـوان الـزكاة، الشـيخ عبـد الباسـط أحمـد الزريقــي كلمــة، أشــار فيهــا إلــى الــدور الحيــوي الــذي يضطلــع بــه الديــوان فــي جمــع وتوزيــع الــزكاة علــى الفئــات المســتحقة. كمــا تنــاول فــي حديثــه المعانــي العميقــة للــزكاة فــي الإســلام باعتبارهــا وســيلة لتحقيــق العدالــة الاجتماعيــة وتقديــم الدعــم للمحتاجيــن، لاســيما الفئــات الضعيفــة مثــل المســنين والمعاقيــن والنســاء الأرامــل والفقــراء.